روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الحلم.. في حياة رسول الله

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الحلم.. في حياة رسول الله


  الحلم.. في حياة رسول الله
     عدد مرات المشاهدة: 5741        عدد مرات الإرسال: 0

معنى الحلم: الحلم لغة هو: الأناة والتثبيت في الأمور..

والمقصود به أناة النبي صلى الله عليه وسلم في ردّ فعله على التصرفات الخاطئة من المسلمين أو من زوجاته خاصة.

أو من أعدائه الكافرين، والتثبيت قبل اتخاذ القرار، والرقة والرأفة في رد الفعل ومراعاة نقص البشر، وتأليف قلوبهم، ويقصد به أيضًا الصفح مع القدرة على الانتقام..

ما جاء في مدح هذا الخلق:

لقد وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه حليم في عدة مواضع من القرآن الكريم، فقال: "إن الله غفور حليم".

وقال: "والله عليم حليم"، وقال: "والله غفور حليم" لأن هذه لصفة هي التي تجعل الله عز وجل يؤخر العذاب عمن كفروا به وأشركوا لعلهم يتوبون إليه ويؤمنون به.

وكذلك يفعل سبحانه مع العصاة من المؤمنين، فيستر عليهم ذنوبهم، ويقبل توبتهم إن تابوا، ويمهلهم إن لم يتوبوا، فهذا الحلم الذي وصف الله به نفسه.

أما سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كالت المدح للحكماء وحثت على الحلم، وعظمت أجره فعن ابن عمر قال:

(21)

ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم الحلماء فعن عبد الله قال:

(20)

وبهذا يصحح الرسول صلى الله عليه وسلم المفاهيم عند الصحابة، ويوجههم إلى تحسين أخلاقهم بجوار تقوية أبدانهم، وهذا مما يفيد في تربية النشء، فهم يتفاضلون فيما بينهم بالقوة، ما يدفعهم لإهمال أخلاقهم وعقولهم.

والإسلام يريد الاهتمام بكل الجوانب، لأن القوي غير الحليم متجبر على الناس، والحليم غير القوي ضعيف يبدو حلمه امام الناس ضعفًا، من هنا فلابد من الاهتمام بجميع جوانب تربية النشء..

كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ الله عز وجل يحب هذه الصفة فعن معاذ قال:

(5)

وأوضح صلى الله عليه وسلم أن أفضل الناس من كان بعيد لغضب سريع لرضا فعن أبي سعيد:

(15)

قيمة الحلم في المجتمع:

إن إيقاع الحياة المعاصرة لتعطي أهمية كبيرة للحلم في استقرار المجتمع، وضمان تآزر قواه في بناء صرح التقدم، وتحمي الجتمع من شرور الانقسام والصراع، فالحلم بضمن التغاضي عن الأخطاء الصغيرة التي لا ينفك عنها مجتمع بشري.

وهي قد تقود بتكرارها ـ لو كانت النفوس محتقنة ومتحفزة إلى صراع أو على الأقل تنافر بين أفراد المجتمع ـ مما يعيق التفاهم، والتعاون بين جميع الأطراف.

و من ثم يتحول المجتمع إلى ساحات عدةٍ للصراع على جميع المستويات بدءًا من البيت مرورًا بالمدرسة والجامعة، والشارع انتهاء بالمؤسسات الحكومية والخاصة، وذلك ما يقضي على بنيان المجتمع في الواقع..

مواقف من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم:

رغم قوة الرسول صلى الله عليه وسلم وقدرته على البطش بمن يسئ إليه، فإنه كان أعظم الناس حلمًا على كل من حوله، وكل من يسئ إليه، فكان صلى الله عليه وسلم حليمًا علىزوجاته، يراعي عقلية النساء، ويعفو عنهن فمن ذلك ما جاء عن النعمان بن بشير قال:

(19)

كان هكذا مع نسائه ـ دائمًا ـ صلى الله عليه وسلم

وكان حلمه على خدمه واسعًَا: يراعي سنهم، ولا يغضب عليهم فهذا أنس يقول:

(7)

حتى حينما ينسى أمر الرسول إليه، وينشغل باللعب مع أقرانه الصبيان، يعامله الرسول كما يعامل الوالد ولده برفق وحلم ولا جهالة وقسوة فعن أنس أيضًا:

(6)

وكان ذلك سلوك النبي صلى الله عليه وسلم مع المسلمين والمسلمات جميعًا، فقد حدث مرة وجاءته نسوة من قريش وأعلين أصواتهن على صوته فلم يغضب، ولم ينهرهن، ثم جء عمر بن الخطاب فبادرن بالحجاب وصمتن، ولم يغضب النبي لذلك فعن محمد بن سعد بن أبي وقاص:

(9)

وقد يواجه الرسول صلى الله عليه وسلم جلفًا بدويًا يسئ إليه، فما يكون ردالنبي صلى الله عليه وسلم إلا الحلم والعفو فهذا أبو هريرة يقول:

(16)

فيحلم على الأعرابي، ويترك حقه في القصاص، ويعطيه ما أاد، ويصرف عنه الصحابة كيلا يفتكوا بالرجل، فأي حلم كان حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! !

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الحلم يجمع القلوب، وكانت مهمته إنقاذ من النار، وهذه المهمة هي أحوج ما تكون إلى الحلم مه مختلف أنواع الناس، والتغاضيعن الأخطاء الصغيرة دون تعليق حتى لا ينفر منه هذه النفوس فعن أبي هريرة:

(3)

وما فعله الرجل لو حدث في أيامنا هذا، لحدث ما لا تحمد عقباه، ولا أصبح المسجد ساحة للسِّباب والصوت العالي، ولربما اشتبك الناس معه دون تفكير أو روية..

وقد يحدث خطأ جسيم من مسلم معروف بالصلاح، وقد يكون عقاب هذا الخطأ القتل كما في قصة الصحابي البدري الجليل حاطب بن أبي بلتعة فعن عليٍّ رضي الله عنه:

(22)

ومع حجم الذنب، وعظم ضرره، فإنه صلى الله عليه وسلم يسأله أولًا ليتبين الحقيقة والسبب في هذا الفعل: يا حاطب ما هذا؟

هكذا دون سبٍّ أو شتم أو تطاول أو إيذاء فيأتي الرد مبينًا إيمان صاحبه، وضعف نفسه لبعض الوقت، مما دفعه لإرسال تلك الرسالة، وارتكاب تلك الفعلة..

وقد يواجه الرسول صلى الله عليه وسلم اختبارًا لتعمد استفزازه كما حدث من زيد بن سعنة أحد أحبار اليهود، ولندع الصحابي الجليل عبد الله بن سلام يروي القصة قائلًا:

(17)

صلى الله عليك يا رسول الله، إن الأجل لم يحن لسداد الدين، والرجل متعمد ولكنه ينظر لجهة حقّ الرجل فيحلم عليه، ولا ينظر لجهة حق نفسه..

وقد شمل حلم الرسول صلى الله عليه وسلم كل الناس، حتى من وعدوا بالدرك الأسفل من النار من المنافقين.

وعلى رأسهم رأس النفاق عبد الله بن أبي ابن سلول، الذي آذى رسول الله كثيرًا، فأمهله، وعفا عنه، فعلها في غزوة (أحد) وانسحب بثلث الجيش وتطاول على الرسول في غزوة بني المصطلق وتطاول عليه ليهب له بني قينقاع.

وأساء إلى عرض السيدة عائشة رضي الله عنها في حادث الإفك، كل ذلك والرسول يحلم عليه، وقد كان من أول مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم ما حدث بعد الهجرة مباشرة فقد ذكر موسى ابن عقبة..

(11)

مواقف الصحابة من الحلم:

ومن مواقف الصحابة رضوان الله عليهم الذين أستل رسول الله صلى الله عليه وسلم الغضب المذموم والعصبية من قلوبهم ما رواه سعيد بن المسيب قال:

(23)

وقد أدرك أبو بكر رضي الله عنه الدرس ووعاه، فعن أبي برزة قال:

(25)

وكذلك كان عمر رضي الله عنه فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

(26)

تطبيقات عملية للحلم في حياتنا اليوم:

تدور عجلة الحياة ـ في عصرنا هذا ـ سريعة، وهذا يولد الاحتكاكات بين أفراد المجتمع، مما يستلزم الالتزام بهذا الخلق العظيم، ومن التطبيقات التي نحتاجها:

1ـ الحلم من قائدي السيارات أثناء سيرهم في الطرق المزدحمة، ذلك أن ازدحام الطرق ووجود المارة مما يلهب الأعصاب، وقد يؤدي لارتكاب حوادث كثيرة، والحلم يحل هذه المشكلة..

2ـ حلم الآباء والمعلمين على الأبناء وأخطائهم وتصحيحها بالحسنى، وتقويم هؤلاءالأبناء بدلًا من العنف الذي يؤدي لأوخم النتائج..

نصائح نبوية عملية للتحلي بالحلم في حياتنا:

وقد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائل عملية للتحلي بالحلم، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه:

(12)

وقد فسر الإمام ابن حجرالعسقلاني الحديث موضحًا معنى النهي عن الغضب فقال:

(12)

وهذا علاج لأصل الغضب الذي يذهب بعقل الإنسان ويضيع حلمه، فإذا وقع الغضب فعلًا، فقد وصف له النبي العلاج، فعن أبي ذر قال:

(8)

وهذه النصيحة ناجعة لأن الجالس أقل استعدادًا للشر من القائم، والمضطجع أقل منهما وهكذا..

المصدر: موقع قصة الإسلام